إذا وقفتوا عالكورنيش وتأملتو البحر، رح تحسوا إنو عين المريسة إلها روح. مش مجرد إسم عالخريطة، هيي قصة عمرها سنين، مليانة بحر، صيادين، وناس عاشت هون واسترزقت من هون.
من زمان كتير، كانت المنطقة مش متل هلق. كانت قرية زغيرة على طرف بيروت، كلها بيوت قرميد وبساتين، وناس طيبين على أدن. وكان في فيها شي مميز… عين مي. عين مي عذبة طالعة من الأرض، كانت تروي الناس، وتصب بقلب البحر. والصيادين؟ كانوا يرسوا مراكبن حد هالعين، ويرتاحوا قبل ما يرجعوا يبحروا.
بهالوقت، كانوا يسموا المنطقة “دار المرسي”. ليش؟ لأنو كان فيها مرسى زغير، يعني مرفأ بسيط، يوقفوا في الزوارق ويستعدوا للصيد. ومع وجود العين حد المرسى، صاروا يقولوا “عين المرسي”. شوي شوي، تغير الإسم مع الزمن، وصار “عين المريسة”.
بس كمان في رواية تانية عن الموضوع بتقول إنو الإسم جايي من أسطورة قديمة. بيحكوا عن راهبة إسمها “الريسة”، اللي مركبها غرق قبل ما توصل على عين المريسة، لهيك صارو ينسبوا إسم المنطقة ل “الريسة”. هيدي الراهبة كان مركبها غرق حد الشط، بس هيي ما استسلمت. كملت علوح خشب ووصلت لعين المريسة. بنت دير زغير حد البحر، حد الكورنيش. وكل ما يحفروا بالأرض، يلاقوا مي. فهيك صار إسم المنطقة “عين الريسة” وتحول مع الوقت ل”عين المريسة”. بس ما فينا نعرف شو الرواية الصح ويمكن كل حدا من البيارتة العتاق بخبر رواية شكل ونحنا منسمع ومنتأمل بتاريخنا لي ما منعرفو.
بهديك الأيام، القرميد كان يغطي السطوح. بيوت حلوة، تراث بيروتي أصيل، لعيل متل عيلة آل غندور وغيرن. بس إجت الدولة، وهدمت كتير من هالبيوت ليوسعوا الطريق ويعملوا الكورنيش. الحداثة أكلت من روح المنطقة، ومن جمالها يلي ما بيتعوض.
وكمان كانت الفاخورة جنب قهوة “أنكل ديك”. هونيك كانو يعملوا الفخار، وهيدي المصلحة كانت جزء من هوية الحارة. عيل متل الفاخوري، حملت إسمها من هالمصلحة.
Crediits: Old Beirut lebanon
وهيك عين المريسة مش مجرد منطقة، هيي بحر، ناس، قصص، وإيام راحت وما بترجع. اليوم، لما تمرقوا من حد عين المريسة، تأملوا البحر… لأن البحر بعدو هوي ذاتو، بس المنطقة إلها حكايات. وورا كل حجر، في قصة بتستاهل تنسمع.