قدي فينا نقطع من مطرح وما نسأل حالنا… ليش إسمو هيك؟ هيك الكولا. منمرق منا يمكن كل يوم، منقطع تحت الجسر، منركب فان أو تاكسي، يمكن حتى منكون ساكنين حدا، بس قليل كتير نسأل: “عنجد ليش سموها الكولا؟”
القصة بلشت من أكتر من سبعين سنة. بالخمسينات، فتحوا معمل كبير لشركة “كوكا كولا” بهالزاوية من بيروت، تحديداً عالطريق بين المدينة الرياضية والطريق الجديدة. وصار الناس يقولوا “نزلني عند الكولا”، و”وصلني حد الكولا”، وصارت الكلمة معروفة هيك بين الناس.
بس إذا منرجع شوي لورا، منكتشف إنو قبل هالمعمل، المنطقة كانت شبه مهجورة. كلها رمل، وأرض فاضية، وما كان فيها لا ناس ولا عمران.
بس وقت فتحت كوكا كولا، كل شي تغير. صار في أشغال، حركة، ناس تجي وتروح، وبعدها بكم سنة، فتحت جامعة بيروت العربية، وصارت المنطقة تعج بالحياة.
والمضحك بالموضوع؟ إنو الجسر اللي منقطع تحتو دايماً، إسمو الأصلي “جسر سليم سلام”. بس مين بيستعمل هالاسم؟ ولا حدا! الكل بقلو “جسر الكولا”، ويمكن هيدا أحلى دليل إنو الناس هني اللي بيخلقوا الأسامي، مش اليافطات.
المعمل سكر من زمان، بآخر التمانينات بعد ما تكبد خسائر مادية بسبب المقاطعة بوقتها وبسبب الحريق من ورا احتجاجات شعبية بفترة الحرب، وهلق محلو في أبراج سكنية ضخمة. بس الإسم بعدو بالذاكرة وبين الناس… بعدنا لليوم منستعملوا. لأنو ببساطة، ما في شي أقوى من الذاكرة الشعبية.
يعني، “الكولا” مش مجرد إسم منطقة، هيدي قصة مرتبطة بتاريخ بيروت وبذاكرة أهلها! هيدا المعمل كان من أهم المعامل التجارية العالمية لي فتحت بلبنان بوقتها وكان إلو رهجة كبيرة وشغل عدد كبير من البيارتي واللبنانيي وأمنلن لقمة عيشن وساهم بالتطور ببيروت. حتى لو المعمل سكر من زمان، الإسم بقي محفور بقلوب الناس لأهمية هالحقبة بتاريخ بيروت!
فالمرة الجاية لما تمرقوا حد الكولا، تذكروا قصة هالمعمل، وكيف إسم تجاري بسيط قدر يغير إسم منطقة كاملة!
وتذكروا كمان قديش بهالمدينة في قصص مخباية ورا كل إسم، كل جسر، كل مفرق وكل زاوية!؟