بيت مري مش بس بلدة فيها مطاعم وقعدات حلوة، هي كمان كنز أثري مخبى بين جبال المتن. علوها عن البحر 750 متر وموقعها المشرف ع بيروت والمطار والجبال خلاها محطة أساسية عبر التاريخ، من الفينيقيين للرومان للبيزنطيين.
إسمها مش عادي، “بيتو موريو” بالسرياني يعني بيت الآلهة، ويمكن سموها هيك لأنو كان فيها معبد فينيقي ضخم للإله “بعل مرقد”. هالمعبد، مع الزمن، صار تحتو دير القلعة التابع للرهبنة الأنطونية. لليوم، فيكن تشوفوا حجارة المعابد القديمة، الأعمدة، والمدافن اللي بتدل على العصور اللي مرقت هون.
مش بس المعابد، بيت مري كانت كمان مركز لصناعة الزيت، وبعدها المعاصر القديمة موجودة. إذا بتدوروا بالضيعة، بتلاقوا حجارة الرحى، الأحواض، والبير اللي كانوا يجمعوا فيهن المي، وكلن بعدهن محافظين عشكلن من آلاف السنين.
والمميز بالضيعة إنو المعابد القديمة كانت تنبنى فوق بعضها. بعد الفينيقيين، إجو الرومان وبنوا فوقهن، وبعدن البيزنطيين كملوا بنفس الطريقة، ولهيك بتلاقوا موزاييك قديمة مرمية بالأرض حوالين دير القلعة.
Credits: gabyreaidy
هالمنطقة ما كانت بس أثرية، كانت كمان مركز ثقافي. بين 1967 و1971، صارت فيها مهرجانات بيت مري الفنية، وكانوا الناس ييجوا من كل لبنان ليسهروا تحت السما ويستمتعوا بالزجل والموسيقى بهالموقع التاريخي.
Credits: Samir Abi Abdallah
اليوم، بيت مري بعدها محافظة على سحرها. فيكن تتمشوا بين الآثار، تزوروا الدير، وتعيشوا لحظات من التاريخ. كل حجر فيها عندو قصة، وكل زاوية فيها بتخبي سرّ من الماضي.