مدونة
ميليسا سليمان

فندق الرعب ببيروت: شو قصة أوتيل الهوليدي إن المهجور؟

إذا قطعت بشارع فوش ببيروت، مستحيل ما تشوف المبنى القديم يلي حيطانو مليانة أثار الحرب. هيدا مش أي مبنى، هيدا أوتيل “الهوليدي إن” اللي كان رمز الفخامة وصار رمز للحرب.

أوتيل الهوليدي إن: شو قصة أوتيل الطويل المرعب ببيروت!
Credits: aljazeera

القصة بلشت سنة 1974، لما فتح الفندق بوابو للسواح، رجال الأعمال، وحتى النجوم. كان من أفخم الأوتيلات بيروت، بطل عالبحر، وبيكشف كل المدينة من فوق. كان من أضخم المشاريع بوقتها. 24 طابق، مطعم دوار بيكشف كل بيروت، وتصميم عصري كان يخلي أي شخص يدخل يحس حالو بمطرح من المستقبل.

الهوليدي إن: ذاكرة بيروت لي ما بتموت

Credits: 365daysoflebanon

سواح، رجال أعمال، مشاهير، كلن مرقوا من هون، ومن بيناتن ملكة جمال الكون اللبنانية جورجينا رزق، اللي صورت في فيلم “الملكة وأنا”. بفستانها الأبيض، كانت عم تركض بممراتو، وما كانت تعرف إنو بعد سنة، هالممرات رح تصير ساحة حرب، وصورها بالأوتيل رح تصير من بقايا بيروت القديمة. بس الفرحة ما دامت كتير، لأنه بسنة 1975، الحرب الأهلية قررت تاخدو معا عالمعركة.

أوتيل الهوليدي إن: شو قصة أوتيل الطويل المرعب ببيروت!

كل الأطراف شافت في نقطة استراتيجية. القناصين تسكروا بالطوابق الفوقانية، والجيوش صاروا يتنافسوا مين بيسيطر علي أكتر. القذايف نزلت علي من كل محل، بس رغم كل شي، وقف وما وقع. حتى المقاتلين اللي خلصت ذخيرتن، كانوا يرموا حالن من فوق بدل ما يستسلموا!

أوتيل الهوليدي إن: شو قصة أوتيل الطويل المرعب ببيروت!
Credits: 365daysoflebanon

معركة الفنادق كانت من أشرس المعارك، والهوليدي إن كان قلب الحدث. سيطروا علي المسلحين وبعدها تنقلت السيطرة بين الميليشيات. كل طابق، كل غرفة، كل زاوية، كان فيها قصة رصاص وقنابل.

الهوليدي إن: ذاكرة بيروت لي ما بتموت

Credits: 365daysoflebanon

انتهت الحرب، بس الأوتيل ضل واقف بجروحو. بيروت رجعت انتعشت، رجع فيها البنا، رجعت الحياة للشوارع، بس الهوليدي إن؟ لا ترمم ولا انبنى من جديد. ليش؟ لأن أصحاب الأسهم ما قدروا يتفقوا، يهدموا أو يرجعوا للحياة، وبهيك بقي معلق بين الماضي والمستقبل، متل روح بيروت اللي بعدا بتتأرجح بين الجرح والأمل…

الهوليدي إن: ذاكرة بيروت يلي ما بتموت

اليوم إذا مرقتوا من حدو، بتحسوا كأنك سامعين صدى الحرب، وبتشوفوا بعيونكن كيف الماضي بعدو معلق بالحاضر. ناس بتشوفوا “مبنى مهجور وبخوف”، وناس بتشوفو “معلم تاريخي”، بس الأكيد إنو صار جزء من هوية بيروت.

الهوليدي إن: ذاكرة بيروت لي ما بتموت

Credits: 365daysoflebanon

يمكن شي يوم يقرروا يعمروا مكانو شي جديد، بس حتى لو راح، قصتو رح تبقى محفورة بذاكرة المدينة. لأن الهوليدي إن مش بس أوتيل، هيدا فصل كامل من كتاب بيروت. واللي بيقرا، بيحس كيف المدينة رغم كل شي بعدها بتوقف ع إجريها بترفض تنكسر حتى لو انجرحت، متل هيدا المبنى العنيد لي رفض يوقع بعد ما ضربتوا كل قذايف الحرب.

شوفوا كمان، ليش إسم المنطقة فرن الشباك وشو علاقتها بكعك رمضان؟