مين منكن بعدو بيتذكر عشبة الحميضة؟ بس كنا زغار الجنينات كانت مليانة، ونحنا ولا على بالنا، نتمشى، نلمحها من بعيد، ونركض ونقطفها وناكلها. كنا نحس حالنا مكتشفين شي كنز، وهالطعم الحامض يلي بيشهي كان يخلينا نرجع ونلم أكتر.
وأحلى شي المنافسة! مين بيلم من أصحابنا بلم أكتر؟ مين بيلاقي أكبر ورقة؟ كنا نحس حالنا أبطال، قاعدين بنص الطبيعة، ناكل بلا غسيل ولا تحضير، ونضحك بين بعض ونخاف أهلنا يشوفونا. بس اليوم البنايات والعمران صارو أكتر من البساتين، وصار لازم نفتش ع شي رقعة خضرا بس لنعرف ولادنا عالطبيعة يلي نحنا كبرنا فيها.
الحميضة رح ترجع تطلع الشهر الجايي، متل كل سنة، بكل محل بعد فيو شوية خضار. يمكن بكم بستان زيتون، أو حد طريق منسية لأن بذورها بتنتقل مع سماد المواشي. بس المشكلة إنو كتار بيعتبروها عشبة بلا قيمة، بيشيلوها من الأرض وبيكبوها، وما بيعرفوا إنو هاي متعة الطفولة عندنا! ورقتها الطويلة، لونها الأصفر، والطعمة الحامضة يلي مستحيل ننساها.
سبب هالنكهة القوية هو حامض الأوكزاليك يلي فيها، وهيدا يلي كان يخلينا مدمنين عليها. لأنو عندها جاذبية غريبة، بتشدنا ناكل أكتر وأكتر رغم الحموضة القوية!
بس يلي بيعرف قيمتها، بياخدها عالبيت وبيستمتع فيها. مع شوية ملح وكمون، بتصير أطيب عصرونية طبيعية. وجدودنا؟ كانوا يستخدموها بالطبخ، يحشوها مع السبانغ ويعملوا منا فطاير، وحتى يضيفوها عالسلطة أو يعصروها مع مشروب صحي لأنها غنية بالفيتامين س.
اليوم، يمكن الحميضة ما بق نلاقيها متل قبل، بس يلي كبر بهديك الأيام بيعرف إنو طعمتها مش بس بالحموضة، طعمتها بالذكريات. وإذا شي نهار لقيتو نبتة حميضة ع دربكن، ما تفكروا مرتين… قطفو وحدة، حطوها بتمكن، وخلو الطعمة ترجع تاخدكن لوقت كل شي كان أبسط، وأحلى.