إذا بدك تحكي عن الموسيقى اللبنانية، أكيد رح يمرق إسم عاصي الرحباني عبالك. الرجل لي كان ورا فيروز، ولحد اليوم الناس بعدا بتحكي عن علاقتن. في ناس بتقول كان قاسي وما كان يسمع رأيا، وفي ناس بتقول هوي السبب لي خلاها تصير الأسطورة لي هيي عليها اليوم. بس شو الحقيقة؟ وكيف كانت قصتن سوا؟ تعو نشوف سوا!
بالصدفة، التقوا فيروز وعاصي الرحباني بالإذاعة اللبنانية. هيي كانت صوت معروف، وهوي كان ملحن بعدو ببداياتو. حليم الرومي بيا لماجدة، المسؤول عن القسم الموسيقي، طلب من عاصي يلحنلا كم غنية، ومن هون بلشت القصة. ما كان بس تعاون فني، كان إعجاب من الطرفين، وبعد فترة قصيرة تحول لحب وجازة سنة 1955. صاروا الثنائي الذهبي، وبلشوا يصنعوا أحلى الأغاني لي بعدها عايشة بقلوب العالم. أول غنية عملوها سوا كانت “غروب”، وبعدها الأغاني صارت تملي الإذاعات اللبنانية والعربية.
مع الوقت، العلاقة بين فيروز وعاصي ما كانت بس حب وزواج، كانت شغل وتعب ونجاح. مع بعض، أسسوا “المؤسسة الرحبانية الفيروزية”، وبلشوا يحققوا نجاح ورا نجاح. بس الشهرة والمجد كانوا غطا على مشاكل كتيرة. كتير ناس بتقول عاصي كان متحكم ومسيطر، ما كان يخليها ترجع ع المسرح بعد الحفلة، وكان عندو شخصية صارمة. لدرجة إنو مرة حكي بمقابلة إنو ضرب فيروز كف مرتين، وقال إنو “الضرب كان فني” و” ضرب الحبيب زبيب”! مع هيك، فيروز دايماً كانت تقول إنها بتآمن بكل شي بيقولوا، رغم قسوتو، لأنو كان عندو نبل بتصرفاتو.
عاصي كان عقل مدبر، شخص بيعرف شو بدو، وما بيرضى بنص الحلول. كان عندو رؤية واضحة، وكان بدو فيروز تكون رمز لبناني مش بس صوت حلو. هالشي خلق نوع من السيطرة، بس بنفس الوقت، كان هوي المحرك الأساسي لنجاحها. يمكن البعض يشوفو قاسي، بس الواقع إنو لو ما كان عندو هالقوة والعزم، يمكن فيروز ما كانت وصلت للمجد لي وصلتلو.
الحب الكبير ما ضل للأبد. سنة 1978، انفصلوا. المشاكل كانت صارت أوضح، والفرق صار أكبر. فيروز طلعت من البيت بلا ما تخبر حدا، وصارت تعمل حفلات وسهرات بدون ما يكون عاصي بالصورة. وقت رجع من سفر، تفاجأ إنه صار في حفلة ببيتو وما كان عندو خبر!
بعد الانفصال، صحتو لعاصي تدهورت، وعاش آخر سنين عمرو مريض لتوفى سنة 1986. رغم كل شي صار بيناتن، خبر وفاتو كان صدمة لفيروز، وبحفلة من حفلاتها غنّت “سألوني الناس…. ولأول مرة ما منكون سوا” ودموعها نزلت قدام كل الناس لأن تذكرت جوزها.
عاصي الرحباني كان أكتر من ملحن، كان شخص غير تاريخ الموسيقى اللبنانية. كان ورا الصوت لي عشقناه كلنا، بس بنفس الوقت، كان شخص كتير جدي وصارم وظالم بمحل من المحلات. الحب يلي جمعو بفيروز كان أسطوري، بس متل أي قصة حب كبيرة، ما كانت نهايتو سعيدة. بس يمكن هيدا الحب، بكل تفاصيلو الحلوة والمرة، هوي السبب لي خلف أجمل الأغاني، والسبب لي خلاهن يضلوا بالذاكرة الجماعية حتى اليوم.