“بسترينتي عليك!” هيدي الجملة اللبنانية بتحمل معها نوستالجيا الطفولة وأجواء العيد. صباح راس السنة، كنا نحنا وزغار نركض صوب أهلنا وقرايبينا قبل الضوّ، ونتسابق لنكون أول مين بيقولها، على أمل إنو نربح كم قرش أو شوية سكاكر ننبسط فيهن. بس شو أصل هالتقليد؟
Credits: Atturath Lovers عشاق التراث
قصة البسترينة قديمة كتير، بلشت مع الرومان. كانوا يقدموا هدايا للإلهة “سترينا”، رمز للقوة والخير، بأول يوم من السنة الجديدة. هالهدايا كانت تعبير عن دعوة للحظ الحلو والرزق الوفير. ومع الوقت، لما المسيحية صارت دين الإمبراطورية، بقيت العادة، وانتقلت لكتير شعوب، من ضمنن نحنا. الكلمة تغيرت وصارت على لسانّا “بسترينة”، وبدّلنا معناها شوي لتصير عيدية حلوة مليانة فرح وضحك.
Credits: Atturath Lovers عشاق التراث
بزمن الرومان، كانت الهدايا بسيطة، متل الفواكه أو العملات النقدية، بس مع الوقت صارت البسترينة تتنوّع. من زمان كانت كمشة فستق أو بضعة قروش تكفّي لننمبسط بيومنا. اليوم، الهدايا صارت أكبر: دولارات، بطاقات تشريج، ألعاب… بس الروح ورا هالعيدية بعدا هيي ذاتها: الفرح.
Credits: Atturath Lovers عشاق التراث
اللبنانيين حافظوا على هالتقليد، وخصوصي بالضيع. الزغار بعدن بينطروا الصبح تيركضوا يقولوا “بسترينتي عليك”، والكبار بيبتسموا لأنّو بيرجعوا يعيشوا ذكريات الطفولة. الهديّة منا الأهم، المهم الضحكة، المحبّة، وبهجة البدايات الجديدة.
Credits: Atturath Lovers عشاق التراث
“بسترينتي عليك” مش بس تقليد، هيي دعوة للفرح والتفاؤل. متل ما كانو يقولوا جدودنا: إذا السنة بتبلّش مع الضحكة، بتكفّي كلّها خير. فشو؟ بسترينتي عليكن!