محطات الراديو اللبنانية: أصوات رحلت وذكريات بقيت

مين منا ما كان يدور الراديو ويقعد يلعب بالإنتينات ليزبط التردّد؟ أيام كان الصوت الوحيد اللي بعبي البيت صوت الإذاعات، وأغانيها اللي بتسحرنا، وبتاخدنا على الزمن الجميل. بلبنان، الراديو مش بس كان وسيلة ترفيه، كان شريان حياة، خصوصي بزمن الحرب. هون، رح نتذكر كم محطة تركت بصمة، وما بقا إلها أثر إلا بقلوب اللي عاشوا هيديك الفترة.

إذاعات الحرب… قصص ما بتنمحى

بفترة الحرب الأهلية، كان عندنا أكتر من 100 محطة! 2FM كانت وحدة منن، محطة خاصة للقوات الإيرلندية التابعة للأمم المتحدة. كانوا يبثوا من تبنين، وعلى مدار الساعة، ليرافقوا حياتن اليومية هون. بس خلصت مهمتهم، سكّروا المحطة، وتركوا وراهم ذكريات صوتية.

وفي غيرها، متل Magic 102 اللي بلشها الرئيس بشير الجميل بالـ1979. كانت تبث من زوق مكايل، ومحطاتها موزعة من بيروت لزحلة. والأجمل؟ كانوا يخلوك تسمع عربي بوج النهار وإنغليزي بالويكند، كأنهم عم عاملين محطة لكل الأذواق.

إذاعات دخلت حياتنا ورجعت سكرت

مين بيتذكر Radio Rama؟ هالمحطة كانت تبث من الأشرفية، وأثيرها كان مسموع كتير. سكّرت بالـ1997، بس ما حدا نسيها. الخبر الأجمل؟ رجعوا ببث تجريبي، ورح يبلشوا برامجهم قريباً. الرجعة خلقت حالة حنين عند المستمعين.

ومن المحطات اللي كانت بنفس الفترة، منذكر Midway Radio . اشتغلت من 1984 للـ1989. إسمها الكامل Midway Radio Station 97.5 (MRS). ركزت على موسيقى أجنبية متنوعة، من روك لجاز، ومن ريجي لكلاسيكي. سكرت، بس ذكرياتها بعدها موجودة بكل تفصيل.

وفي محطات غريبة عجيبة متل Radio Paradise اللي كانت تبث بالأرميني، ومن برج حمود. كانوا يختصروا قصص شعب كامل بموجات بسيطة.

ومن بين المحطات يلي ما بتمحيها الذاكرة، راديو جبل لبنان، يلي كان من أحب المحطات عقلبنا. من كم سنة، سنحت إلنا الفرصة نرجع نسمع أغانيها القديمة يلي بتجمع بين طابعها اللبناني الأصيل وأغاني الزمن الجميل، بس للأسف المحطة ما بقا استمرّت.

تغيّرت الإذاعات… وتغيرنا معها

في إذاعات متل Kool FM اللي صار إسمها Mix FM، وFrance FM اللي باعت ترددها لـLight FM. تغيّرت الأسامي، بس الذكريات بعدها بوجداننا. نفس الشي مع Fame FM، اللي كانت بالأساس Melody FM. مين منا ما كان ينطر برنامج Viny عليها الساعة 5؟ اليوم رجعت Fame FM كصوت جديد وفرفوش، بس النكهة الحلوة بعدها نفسها.

شو ضلّ من الراديو اليوم؟

بين إذاعة سكرت وغيرها تبدلت وتغيرت، الراديو بعده بوجداننا. كان صوت اللبنانيين، وحامل لرسايلن بالحرب والسلم. اليوم، يمكن التكنولوجيا غطت عالصوت بالصورة، بس حنين الراديو… هيدا شي ما في تقنية قادرة تمحيه.

شوفوا كمان، شو القصة الغامضة ورا مقتل الفنانة سوزان تميم؟