اليوم عيد ميلاد ال90 لفيروز، الصوت اللي بيرجعنا للطفولة والحنين، واللي كل كلمة بتغنيها بتحمل قصة، ذكرى، أو حتى دمعة. اليوم عيد ميلاد جارة القمر فيروز يلي غنت “يا سنين اللي رحتي ارجعي لي”بس شو في ورا هالصوت اللي صار رمز للوطن، للهوية، وللفن الأصيل؟ تعوا نحكي عن جارة القمر، نهاد حداد، من بداياتها البسيطة لحد ما صارت أسطورة لبنان. ورا هالصوت في قصص وأسرار يمكن ما بتعرفوها، من بداياتها البسيطة لحد ما صارت رمز للبنان والعالم.
ولدت فيروز بعيلة فقيرة، لكنها قدرت تتجاوز كل العقبات بفضل موهبتها وإصرارها. ما كان الطريق هين، بيها ما كان مع فكرة إنها تغني بالأول لكنها ضلت مصرة.
بعمر زغير، انضمت نهاد حداد لفرقة الأخوين فليفل، يلي كانوا يقدموا أناشيد وطنية ومدرسية بالإذاعة اللبنانية. بس يلي شاف الموهبة الكبيرة كان حليم الرومي، والد الفنانة ماجدة الرومي، اللي عطاها إسم “فيروز” وقال: “هالصوت لازم العالم كلو يسمعو”. أول غنية لحّنها إلها كانت “تركت قلبي وطاوعت حبك”، وبسرعة صار صوتها جزء من كل بيت لبناني.
قصتها مع عاصي الرحباني مش مجرد شراكة فنية، هي قصة حب بكل معنى الكلمة. تشاركوا الحلوة والمرة، النجاح والمرض والحرب والدمار وفقدان بنتن ليال. عاصي كان مش بس زوجها، كان شريكها بالحياة وبكل لحظة.
وأكيد الكل بيعرف غنية “حبيتك بالصيف”، بس مش الكل بيعرف قصتها. هالغنية كانت اعتذار من عاصي لما ترك فيروز تنطروا تحت الشتي نهار كامل. عاصي كتب الكلمات كطريقة يعبر فيها عن حبو وندمو، لأن القلب لما يحب، ما بيقدر يخبي. الشراكة بيناتن أنتجت ميات الأغاني اللي بعدها عايشة بقلوبنا.
بس ما طولت السعادة، وأصيب عاصي عام 1972 بنزيف دماغي، اللي أثر على حياتو بشكل كبير. كان من الصعب علي يكمل، فقرر يتوقف عن التلحين، وترك فيروز تكمل المشوار وحدها. بعد مرضو، كفا مشوارها زياد، ابنن، اللي لحنلها غنيتها الشهيرة “سألوني الناس”. كانت فيروز حزينة كتير وقتها، لأنو كانت أول مرة بتغني بلا عاصي. “ولأول مرة ما بنكون سوا” كانت تعبير عن غصتها، وألم الفراق.
فيروز وعاصي الرحباني من أرشيف مجلة الشبكة اللبنانية
ورغم الخلافات والانفصال اللي صار بيناتن عام 1978، إلا إنو خبر وفاة عاصي ب 21 تموز 1986 صدم فيروز، وكلن شافوا الحزن الكبير اللي سكن قلبها. ب إحدى حفلاتها، غنت غنيتها “سألوني الناس”، ونزلت دموعها، وهي عم تغني “بيعز علي غنى يا حبيبي.. ولأول مرة ما بنكون سوا”. وكانت أغانين مش مجرد كلمات، بل كانت لحظات حياة ومشاعر صادقة.
فيروز غنت للوطن، للحب، وللناس. من “بحبك يا لبنان” اللي صارت نشيد غير رسمي، لـ”زهرة المدائن” اللي هزت العالم لما غنتها لفلسطين. أغانيها الوطنية مش بس بتعبر عن لبنان، بتعبر عن كل عربي عندو حنين للوطن. وبعيداً عن الوطنية، أغانيها عن الحب كانت بسيطة وراقية، بتوصل للقلب بدون ما تتكلف.
يمكن مش الكل بيعرف إنو فيروز غنت بأكتر من لغة. بالستينات، غنت بالفرنسي، الإنغليزي، وحتى باليوناني. هالتجارب خلت صوتها يوصل للغرب. حفلاتها العالمية كانت بمسارح مرموقة متل الأوبرا بباريس وأمريكا الجنوبية، وكانت أول فنانة لبنانية بتفتح الطريق للفن اللبناني ليصير عالمي.
بتعرفوا إنو فيروز عندها أخت مغنية؟ هدى حداد، اللي كانت تغني مع الرحابنة ووقفت على نفس المسرح مع فيروز. رغم إنو هدى عندها صوت رائع وشخصية قوية، ما وصلت لنفس الشهرة. السبب؟ يمكن لأن فيروز كانت حالة خاصة، صوتها كان ياخد الأضواء وينقل الفن اللبناني لمطرح بعيد.
فيروز ما كانت بس صوت، كانت وج، حضور، وأداء. مسرحياتها مع الرحابنة متل “بياع الخواتم” و”جسر القمر”، كانوا أكتر من مجرد عروض، كانوا قصص بتحكي عن لبنان الحقيقي. وبالسينما، شاركت بأفلام متل “سفر برلك” و”بنت الحارس”، اللي بعدها بتحمل قيمة فنية وتراثية كبيرة.
نالت جارة القمر أكتر من 15 وسام، من لبنان، الأردن، وفرنسا وغيرن. الجامعة الأميركية ببيروت عطتها دكتوراه فخرية، وبلدية بيروت قررت تخلد طفولتها بتحويل بيتها لمتحف. وحتى برا، أخدت وسام قائد الفنون من الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران ومفتاح مدينة لاس فيغاس.
بعد وفاة عاصي بالـ1986، قررت فيروز تكمل مشوارها الفني مع إبنها زياد الرحباني. الشراكة بيناتن طلّعت أعمال جديدة متل “كيفك إنت” و”إيه في أمل”. زياد عطاها لون جديد، بس حافظ على روحها اللي الكل بيحبها.
بعيداً عن الألقاب متل “جارة القمر” و”سفيرتنا للنجوم”، السر الحقيقي لفيروز هو صدقها. صوتها بيحكي عن كل واحد فينا، عن همومنا وفرحنا. وحتى لو صارت بعمر الـ90، صوتها بضل شاب وبيعكس روح ما بتكبر ولا بتموت.
فيروز مش بس فنانة، هي جزء من هويتنا. كل مرة بتسمعها، بتحس كأنها عم تحكي قصتك. وإذا في شي بيجمع كل اللبنانيين، فهو حبن .لفيروز