طالت الإعتداءات على مدينة بعلبك الكثير من المعالم الأثرية. أبرزها كان حيّ المنشية التاريخي الملاصق لقلعة بعلبك، ومحيط قبة دورس الأثرية، عدا عن الأبنية التاريخية متل أوتيل بالميرا يلي عمرو أكتر من ١٥٠ سنة .
انتشرت صورة مؤسفة توضح الأضرار يلي لحقت بأوتيل بالميرا نتيجة العدوان. الأضرار كانت بغرفة تُعرف بـ «غرفة فيروز»، وهي الغرفة رقم ١٧. سُمّيت بهيدا الاسم لأنها كانت المفضلة عند السيدة فيروز! خاصةً لما كانت تجي لإحياء مهرجانات بعلبك، وهالغرفة تتمتع بإطلالة استثنائية على القلعة.
أوتيل بالميرا جار قلعة بعلبك، والشاهد الحيّ على تاريخ مدينة الشمس بياخد كل زواره رحلة عبر الزمن. بناه رجل الأعمال اليوناني ميكماليس باركلي سنة 1874، من بعد ما شاف إندهاش الزوار بمعابد وآثار بعلبك الرومانية يلي كانت تعتبر من عجائب العالم القديم.
واللافت بالأمر إنو الفندق هو من الأول بالشرق الأوسط، وما سكّر أبوابه ولا نهار. مع إنو مرّ بحربين عالميتين، وحرب أهلية استمرت ١٥ سنة، وحرب ٢٠٠٦، واليوم عدوان ٢٠٢٤.
فندق بالميرا بيمتاز بالعمارة اللبنانية البرجوازية، وبيجذب الزوار بمجموعة من التحف اليونانية والرومانية يلي بتزين مداخله وممراته، إضافة لمجموعات واسعة من الأعمال الفنية المعاصرة، والسجاد الفارسي الفخم. الفندق كان محبوب لدرجة عدد من الفنانين تركوا لوحاتن فيه،متل عمر أنسي، وأمين باشا، و جان كوكتو يلي ترك مجموعة من رسوماته بالأوتيل من بعد ما أقام هونيك لمدة طويلة بالستينات.
والأهم من كل هيدا، هي صور الزوار اللي بتزين حيطان الفندق، خاصةً الشخصيات البارزة يلي بقيت بالأوتيل.
من أبرز معالم الأوتيل هو المدخل، يلي بتميّز بتلات قناطر مدعومة بأعمدة مزخرفة، وكمان شبابيك وبلكونة بتطل على قلعة بعلبك الرومانية بإطلالة فريدة من نوعها. عدا عن الجناح يلي تم بنائه بعدين، والمتألف من ٥ غرف، كل غرفة تسمّت تكريماً للشخصية يلي أقامت فيها، ومنّها غرفة فيروز اللي سبق وخبرناكن عنها.
أصحاب الأوتيل اليوم هني من آل الحسيني، وحافظو على هوية ومعالم الأوتيل متل ما هو!
أوتيل بالميرا هو حكواتي مدينة بعلبك والمحطة الأساسية لجميع زوارها عبر السنين. شخصيات عربية وعالمية أقامت بين غرفه، لحد ما صار اليوم متحف بحد ذاته لتاريخ المدينة.
من قلب هالأوتيل، إنعقدت إجتماعات وإتفاقيات غيّرت وجه المنطقة عبر التاريخ. زار الجنرال غورو الأوتيل سنة 1920، والقيصر الألماني وليام الثاني سنة 1889، وهو يلي مهّد لبعثات أثرية لإكتشاف بعلبك. من بين الشخصيات الملكية ورؤساء الدول يلي أقاموا بالأوتيل: شارل ديغول، مصطفى كمال أتاتورك، ملك العراق فيصل الأول، الملك عبد الله الأول من الأردن، شاه إيران، وغيرن أسماء كبيرة متل جي بي مورغان، أغاثا كريستي، وجورج برنارد شو، وحتى أينشتاين.
عدا عن الشخصيات الفنية العالمية متل أيقونة الجاز إيلا فيتزجيرالد والمغنية نينا سيمون، وكبار الفن العربي أمثال فيروز، صباح، أم كلثوم، وديع الصافي، نصري شمس الدين، الأخوان الرحباني، وفريد الأطرش.
أوتيل بالميرا متحف محافظ على تاريخ ضيوفه، وبيحكيها عبر ما يعرف بالسجل الذهبي أو Le Livre d’Or. السجل الذهبي للفندق مكوّن من جزئين: الأول من سنة 1889 لحد 1907، والتاني من 1907 لليوم. وكل شخص زار الأوتيل كان يكتب فيه عن مشاعرو تجاه بعلبك والوقت اللي قضاه بالأوتيل. صفحات هالكتاب حملت تاريخ طويل تم ترجمته لعدة لغات.
على الرغم من قلة الزوار، هالأوتيل اليوم صار متحف تاريخي بيسرد قصة بعلبك من عيون زواره. فيكن تزوروا لتكتشفوا أسراره، تقضوا وقت فيه، أو لتشاركوا بفعاليات ثقافية مختلفة ليبقى تراثنا وتاريخنا حيّ.
بتحبوا بعلبك وكل شي فيها؟ زوروا قسمنا هون.