إنتشر مقطع للسيدة فيروز من مقابلة قديمة بتحكي فيه عن قصة قصف بيتها ببيروت وذكرياتها مع الحرب. المقابلة كانت مع الإعلامي السوري توفيق الحلاق بصيف 1989، على بلكون بفندق مينا هاوس المصري مطل على أهرامات الجيزة. ونحنا رح ننقلكن مقتطفات من هالمقابلة النادرة اللي تطرقت على كتير من تفاصيل من حياتها الفنية والشخصية.
وقتها زارت فيروز القاهرة لإقامة حفل، وبيروت كانت تحت وطأة الحرب والصواريخ. فسألها توفيق عن الموضوع، وردّت فيروز بشوية حزن: “يعني حياتنا صعبة كتير بالحقيقة ببيروت… بكل هالحرب ١٥ سنة… مش يوم ويومين. والفترة الأخيرة كانت كتير كتير صعبة. يعني…ما كان نقدر نفوت عالبيت يعني قاعدين بزاوية بالبيت، ومناّ آمنة بالشكل اللي…بس هي نفسية الشغلة لأنو”.
وهون بيسألها توفيق عن بيتها يلي ببيروت: “قُصف جزء من بيتك، صحيح؟”
وبتردّ عليه مع إبتسامة: “نعم، يعني إجا صاروخ بالبناية…ناعم كلمة صاروخ إي”.
ولمّا قلّها بإستغراب: “بتضحكي رغم المصيبة!” قالتلو فيروز: “ما في خيار”.
عاد سألها: “ليش هيك عم بيصر بلبنان؟” فردّت عليه: “الشر كبير… يعني الإنسان هو صاحب هالأشيا العظيمة، وصاحب التدمير بنفس الوقت. في شر وفيه خير بالدني، بس دايماً بيرجع بينتصر الخير. ومنتمنى ما بقى يطول علينا هالحرب”.
بالوقت يلي لبنان كلو كان بحالة حرب وإنقسام، الناس كانت تجتمع ع صوت فيروز. حتى بالملاجئ، كان صوتها ع الإذاعة يحسسّن بالأمان. بتروي الصحفية مريم بلقاء مع توفيق الحلاق عن فيروز: “فيروز ما بتقدر تنزل على الملجأ متل بقية الناس، ما بتقدر تواجه العالم وتفرجيهن خوفها وتعبها ورعبها… هي أسطورة. هي لبنان. يعني إذا لبنان بدو يرجف قدام أهلو معناتو إنو راح…فرط لبنان! بقيت مخباية بمطرح كتير ضيق هلقد، المهم إنو ما يشفوها الناس إنو لبنان عم ينهزّ أو لبنان عم يتزعزع”.
وهون بيسأل توفيق سيدتنا: “بتخافي كتير أثناء القصف؟”
– “طبعاً”
– “وشو بتعملي”
– “ما شي.. بيزيد سكوتي وبصلي”
بمقال “فيروز آخر أيقونات العرب” لتوفيق الحلاق، يلي بيخبرنا فيه عن كواليس هيدي المقابلة والأثر والإنطباع اللي تركتو فيه، بيكتب عن سلمى صديقة فيروز اللي وقفت معها وساندتها بالحرب لما كانت وحيدة، وعن بيتها التاني اللي إنقصف:
” روت لي سلمى أن بيت فيروز في المنطقة الشرقية من بيروت تعرض لقذائف عشوائية من المتقاتلين ما اضطرها للانتقال إلى بيتها الثاني في بيروت الغربية الذي ما لبث هو الآخر أن تعرّض للقذائف ولم يبق منه سوى غرفة واحدة عاشت فيها مع ابنها هالي وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة والذي كان يحتاج إلى عناية متواصلة قامت بها فيروز رافضة مساعدة أحد. قالت سلمى أيضاً “كنت أجلب لها الماء والغاز وما تحتاجه تحت الخطر”. أما فيروز فقد وصفت سلمى برفيقة الدرب وتوأم الروح أثناء حواري معها أمام الكاميرات الثلاث في تلك الشرفة من فندق مينا هاوس”.
بتقدروا تحضروا المقابلة الكاملة هون:
شوفوا كمان، من أرشيف الزمن الجميل، ٢٠ صورة نادرة للست فيروز!