بقلب ضيعة زغيرة ومنسية بشمال لبنان، وتحديداً حدشيت، رح تلاقوا أكبر وأطول مبخرة مش بس بلبنان، بالعالم كلو! طولها 9 أمتار، ومعباية الوادي المقدس بريحة البخور الطيبة اللي بتطلع من ضيعة حدشيت وبتنزل على دير الصليب الموجود تحت البلدة على ارتفاع 60 متر.
Credits: قضاء كسروان/kadaa keserwan
هالريحة الحلوة عم ترجع تحيي ذكرى الماضي وتعبق الطرقات يلي كان يمشو عليها النساك بقلب الوادي إيام زمان.
جمعية “حدشيت اكتيفيتيز” كانت ورا هالمبادرة المهضومة لتنشيط الذاكرة وإحياء روح التراث. الهدف كان استعادة تقليد قديم، لما كان البخور يطلع من المحابس والأديرة اللي كان يسكنها النساك بقلب وادي قاديشا. هيدا البخور كان يغطي الوادي متل الغيوم وكأنو الطبيعة كلها عم تصلي وتبخر مع النساك.
Credits: قضاء كسروان/kadaa keserwan
فكرة هالمبخرة العظيمة إجت من إسبانيا، وبالتحديد من مزار سانتياغو دي كومبوستيلا الشهير. بقلب الكنيسة هونيك، المبخرة بتتنقل من مكان لمكان لترمز للصلاة. الأب ميلاد الكورة، لما رجع على لبنان، حب ينقل هالتجربة المميزة لدير الصليب المهجور بوادي قاديشا. هيدا الدير، رغم إنو مهجور وما كتير ناس بتعرفوا، صار اليوم مكان لأكبر مبخرة بالعالم.
Credits: The Wandering Maronite
المبخرة يلي انعملت بحدشيت مميزة بحد ذاتها، لأنها مصنوعة من إشيا تقليدية حدشيتية. من الحلة أو الطنجرة يلي بيعملوا فيها الهريسة، لراس المبخرة اللي مصنوع من المقشة اللي بتنحط على خابية النبيد. يعني، كل قطعة فيها بتحكي قصة من التراث اللبناني ومن حياة أهالي حدشيت البسيطة والغنية بالتقاليد.
Credits: قضاء كسروان/kadaa keserwan
هالعمل الفني والتراثي مش بس بيدل على الإبداع اللبناني، بل كمان بيربط الناس بأرضن وبماضين.
فإذا كنتوا عم تفكروا تزوروا حدشيت، ما تنسوا تمرقوا تشوفوا هالمبخرة الضخمة وتتمتعوا بريحة البخور اللي بتعبق المكان. زيارة حدشيت مش بس رحلة بالطبيعة، هي رحلة بعبق التاريخ والتراث اللبناني.