فيلم «أرزة»: فيلم لبناني جديد لازم تحضروا!

لكل عشاق السينما، إذا في شي واحد لازم تاخدو من هالمقال، هو إنكن تحضروا “أرزة” بأقرب وقت. فيلم صريح بس مليان مشاعر، عنجد بيستاهل الساعة و33 دقيقة بقعدة بصالة السينما.

ما بعرف من وين بلش هالمراجعة، بس رح قسمها بناءً على شو لقيته أكتر شي مثير للاهتمام. رح أعطي ملخص قصير بدون ما إحرقلكن القصة، لحتى تعرفوا شو تتوقعوا من الفيلم قبل ما بلش أعطي تفسيري الشخصي لبعض العناصر اللي لفتتني.

شو قصة “أرزة”؟

إذا حضرتوا فيلم “سارق الدراجة” لفيتوريو دي سيكا، هيدا الفيلم رح يكون مألوف كتير عليكن – بس أبدا مش مكرر. جمال السينما والأدب والفن بيكمن بكيفية إعادة سرد وتغليف القصص. واليوم، هيدا التغليف الجديد لكلاسيكية دي سيكا ببيروت عمل حلو.

القصة بتدور حول أرزة (دياموند بو عبود)، أم عزباء عم تربّي ابنها المراهق كنان (بلال الحموي)، بمساعدة أختها ليلى (بيتي توتل). بأجواء ثورة تشرين بلبنان، أرزة عم تكافح لتأمّن المصاري من خلال شغلها بمصلحتها الصغيرة للفطاير من البيت. ومع ازدياد الطلب على الفطاير، بتشتري لأبنها كنان سكوتر أحمر، وبتبيع مجوهرات ليلى الغالية بدون ما تعرف لحتى تقدر تجيب السكوتر. بس لما ينسَرق السكوتر، أرزة، المحبطة من عدم تدخل الشرطة، بتاخد الموضوع على عاتقها وبتروح تدور عليه ببيروت، وكمان بتاخد كنان معها بهالمشوار.

هالفيلم بيبسط واقع لبنان الطائفي المعقد، بس تحت هالتبسيط في كتير تفاصيل بتعطي المشاهد شوية شوية من يلي بمثّل الحياة بلبنان.

ملاحظة: الحرق مش كتير كبير، يعني فيكن تقروا هيدا و تستمتعوا بكل شي بهالفيلم. هيدي هي جمالية القصة.

شو حبيت أنا (شخصياً) بالفيلم

ما بدي طول كتير بهالمراجعة. رح حاول اشرح بعض التفاصيل الحلوة يلي حبيتها بهيدا الفيلم بطريقة مبسّطة وسريعة.

الحوار

واحد من أكبر المشاكل اللي منشوفها بمعظم الإنتاجات اللبنانية هو إنه الحوارات غالباً ما بتكون مش طبيعية أو مركبة. تدفق المحادثات، اختيارت الكلمات – كلن بيجوا بشكل طبيعي. الفيلم بيحسسكن إنكن بالبيت بأحلى طريقة ممكنة، وحتلاقوا حالكن عم تضحكوا، تبكوا، وحتى تسبّوا باللبناني مع الشخصيات على الشاشة.

استعمال الألوان

بتلاحظوا دغري إنو الألوان بتلعب دور كبير بهيدا الفيلم. أكتر ألوان واضحة هني الأحمر (السكوتر، مناكير ليلى) والأزرق (تياب أرزة؛ وكمان موجودة بمعظم المشاهد وهي عم تدور على سكوترها): لونين متنقاضين منشوفن بمشاهد مختلفة، بيثيرو مشاعر متنوعة وانتو بتشاركو أرزة وكنان بمشوارن المتقلب عبر بيروت.

بالحقيقة، الفيلم مليان بتناقضات، ويمكن بطريقة أو بأخرى بيمثل الصراع اللبناني. بطلع بتظاهر أو لا؟ بفل من البلد أو لا؟

عمق الشخصيات والتمثيل

أرزة

أرزة هي عادةً بتكون شخصية “هجينة Hybrid ” أو متل ما منقول بالعامية “مخلوطة” . بتتنقل من حي لحي، وبين دروز، سنة، شيعة، وموارنة عم بتحاول تلاقي السكوتر اللي بتحبو. بتغير بلهجتها، بتغير اسمها واسم كنان، وحتى بتغير شكلها لتتناسب مع الجو، وخلفيتها الدينية/الطائفية الغامضة بتضل غير معروفة بكل الفيلم.

شي واحد كان مشترك بكل تفاعلاتها مع مختلف الطوايف:  إنو الكل حب الفطاير اللي بتعملها. هيدا طريقة وحدة لتبسيط القصة (ولبنان، بصراحة).

الشخصية بحد ذاتها بتمثل كل الـ”شخصيات” يلي بتاخدها وهي عم بتنتقل من حي لحي، وبتقدر تنفهم ع إنها صورة للبنان يلي بيمثل التنوع بكل فوضاه. إنه الواحد يكون لبناني يعني يكون قادر يتأقلم ويلبس وجوه مختلفة، بس بنفس الوقت، من الصعب إنه نقدر نوحدهن كلن.

ليلى

برأيي، أكتر شخصية مثيرة للاهتمام بالفيلم هي أختها، ليلى. زوجها، زين، اختفى من سنين، وهي رفضت تبيع مجوهراتها (الذكرى الوحيدة من زوجها) لحتى أرزة اشترت السكوتر. هي شخصية شوي “غير مستقرة” وعاطفية بشكل كبير، بس هي أكتر شخصية معقدة وممتعة لتفكيكها.

فجأة تذكرت الأدب المرتبط بالحرب الأهلية اللبنانية. كتير من هالأدب بيصور عائلات المخطوفين أو المفقودين بهديك الفترة. بهالقصص، الشخصيات غالباً بتكون بحالة نكران، متعلقة بأمل رجعة أحبائن. بيحكوا عنهن بالحاضر وبيتصرفوا كأنهن راجعين أكيد، ويمكن تكون هالحالة عند ليلى كمان. هالشخصية بتقدر تكون تلميح ناعم أنو هالأحاديث بعدها مهمة اليوم، حتى لو كأنها صوت بالخلفية بقلب قصة أكبر.

مرة تانية، هيدي تفسيري الخاص لشخصية ليلى، فيني كون غلطانة. بس بحس إني فيني أكتب مقال كامل عنها.

أفكار نهائية

الفيلم غني بالتفاصيل بس بيضل بسيط، خصوصي بكيفية تجسيدو للطوائف المختلفة بلبنان. شخصيات متل درزي نور (جنيد الزين الدين)، سني سعد الدين (طارق طميم)، شيعي علي (إبراهيم عجمي)، وماروني جوزيف (فادي أبي سمرا) موصّفين بصفات نمطية واضحة، اللي بيخلّي السرد القصصي أكتر ديناميكية.

فيلم لازم تشوفوه، خصوصي إذا بتحبوا الأفلام اللبنانية. أنا ما بحب كتير روح على السينما، ولا بحب الأفلام كتير. أنا أكتر شخص بفضل المسلسلات، بس هيدا الفيلم رح أوصي فيه لكل أصحابي.

إذا استمتعتوا بهالقراية، تأكدوا تفوتوا على قسم #BeirutReviews بموقعنا!