بتعرفوا إنو كان في بركان بلبنان؟ شو صار في؟

صراحة كلنا عنا حشرية نعرف أكتر عن عالم البراكين بس المفاجأة الكبيرة إنو كان عنا بركان بلبنان واختفى ونحنا مش عارفين في وبعدنا لهلق مش عارفين.

المفارقة بالموضوع إنو من أنا زغيرة بطلع على ضيعة القبيات وبشوف البيوت معمرة من حجر أسود إتفاجأ وإسأل الكبار بالعمر يقولولي هيدا الحجر بقولولوا “بازالت” أو “الحجر البركاني” وعنا منو كتير بالضيعة. وهيك كبرت وضل معلق براسي الموضوع وحتى في مرة إمي قالتلي كنا نطلع نقعد على التلال الحمر وتقلي التراب الموجود فيهن لونها أحمر كان. وأنا إطرح على حالي أسئلة لحديت ما كبرت وعرفت إنو من زمان من آلاف سنين كان في وجود بركاني بالمنطقة بين ضيعة القبيات وعندقت ومنجز ولهيك الطبيعة بهل ضيع بتاخد العقل.

كان هالبركان موجود بالشمال بين ٣ ضيع حلوة كتير: القبيات، منجز، وعندقت. الدراسات العلمية بتقول إنو هيدا البركان كان فعال من حوالي 4300 سنة، يعني بالفترة الحجرية الحديثة.

ترك هالبركان بصمة كبيرة على المنطقة. التربة البركانية الغنية هي السبب ورا خصوبة أراضي هالضيع. كمان كتير من المعالم الأثرية القديمة، متل القصر الأسود بالكورة وكنيسة الأربعين شهيد بالقبيات، يلي انبنت من صخور بركانية متينة عدا عن بيوت الضيعة العتيقة.

متل ما بقولوا التربة البركانية بتخلي الأرض تكون خصبة ومثمرة وحلوة كتير وهيدي ضيعة القبيات هيك كل جمالها منا وفيها بدون تجميل ولا دعايات ولا شي والضيع يلي حواليها هيك كمان. وهي أكيد عروسة الشمال بكل شي فيها، بكل تاريخها وماضيها وصمودها وتاريخها.

هيدا البركان كان موجود من حوالي 4300 سنة بالضيعة وتعمر منو القصر الأسود الشهير بالكورة يلي بس تطلعوا في بتنبهروا بألوانو وكنسية الأربعين شهيد بالضيعة الغربية بالقبيات ومعظم المعالم الأثرية بضيعة منجز وأهمن المعبد الروماني “بيت جعلوك” يلي سبق وخبرناكن قصتو.

حاليًا ما في براكين بلبنان ولا بالمناطق المذكورة بس في صخور بركانية، هيدي الصخور البركانية بتدل على إنو كان في نشاط بركاني بهالبقعة من الأرض بيوم من الإيام. ومين بيعرف شو صار بوقتها… تخايلوا يللي كانوا عايشين بهالمنطقة بهالايام! شو عملوا لما شافوا النيران والحمم عم تطلع من جوف الأرض؟ أكيد رعب وخوف وهروب. بس مع الوقت، البشر تعلموا يتعايشوا مع الطبيعة بكل تقلباتها.

بعد ما هدي البركان، استفادوا من التربة البركانية الغنية وزرعوا فيها كل شي شايفينو اليوم وصاروا يستخدموا الصخور البركانية المتينة لبناء البيوت والقبور والمعابد يلي بعدن موجودين لليوم وشاهدين على براعة الهندسة القديمة.

هيدا الحجر مش موجود بلبنان غير بين هالضيع التلاتة وعنجد هالحجارة من أجمل ما يكون. ترك هالبركان بصمة كبيرة على المنطقة من خلال الجمال الطبيعي الموجود والتنوع البيولوجي لي ما بتلاقوا بغير مكان.

اكتشاف هالبركان مهم كتير مش بس للبنان لأن إلو أهمية علمية، بيعطينا فكرة عن النشاط الجيولوجي يلي كان سايّد بلبنان قديمًا وبيساهم بفهم تاريخ المنطقة وتطورها عبر الزمن. متل ما طبقات الأرض بتحكي قصة طويلة عن الماضي، هالبركان وصخورو السودا بتحكي عن نار كانت تحت الأرض، وتربتها الحمرا بتحكي عن تحول هيدي النار لمصدر حياة.

المشكلة إنو هالضيع الحلوة رغم تاريخها العريق وجمالها الطبيعي اللي بيحكي عن أيام زمان، ما بتاخد حقها من الاهتمام. كتير من الناس ما بيعرفوا شي عنها وما حدا بيحكي عن سحرها وتراثها. جبال المنطقة شاهدة على تاريخ عظيم، ووديانها بتخبي حكايات قديمة. يمكن وعلى الأكيد بتعرفوا القبيات لأن مشهورة كتير والقلب النابض والحيوي للمنطقة بس على الأكيد كمان إنو في ضيع حواليها حلوة كتير وما بتعرفوها وأكيد كلن بيستاهلوا زيارتكن.

شوفوا كمان، بيت جعلوك: حكاية معبد روماني منسي بضيعة منجز!