من أجمل الشوارع ببيروت، وحامل أجمل ذكريات المدينة، شارع المصارف العريق مخبى كتير قصص وأسرار، تعرفوا عليها بحلقة جديدة من “الذاكرة الجماعية” مع طارق كوّى.
هلق شارع المصارف شارع يعتبر جديد، يعني أقدم بناء موجود على شارع المصارف الحالي هوي مبنى البريد، قبلها شو كان في؟
بناية البان ام بالصورة هيي عساحة رياض الصلح حدها في شجرة كبيرة، محل هالشجرة الكبيرة كان باب من أبواب السور تبع بيروت أو باطن بيروت، بهيداك الوقت كان إسمو باب يعقوب. حنعمل حلقة خاصة عن كل البواب تبع بيروت ومن وين جايي أساميهن بس بما إننا واقفين على باب يعقوب، باب يعقوب كان في فوقو بيت والنسب تبع هالاسم لتنين: واحد إسمو يعقوب الكسرواني كان ساكن فوق الباب وبينسبوا الإسم كمان لدكتور أو طبيب كان إسمو يعقوب أبيلا هوي من صيدا، كانوا ساكنين بهيدا البيت فوقو. وأساميهن هالابواب كانت نسب لأماكن أو لناس أو لعائلات حتى متل باب إدريس.
لنرجع لشارع المصارف، لنفوت من باب يعقوب كنت فوت دغري على السوق، كان إسمو سوق الخراطين، سوق الخراطين أول شي بيخطر بالبال هوي خراطة الحديد لاء كانت خراطة الخشب وكانوا يعملوا أواني منزلية يعني مدقة توم مثلاً بدها خرط، بدها مكنة خراطة، كانوا يعملوها، وكانوا يعملوا كمان مناخل وأهم شي كانوا يعملوا علب الحلو لأن الحلو كان ينباع بخشب وكانت تنربط بشقف قصدير أو تنك وهيدي كانت تنعمل بسوق الخراطين.
وكمان على شارع المصارف أكبر سوق بين الموجودين هلأ هوي سوق المنجدين وسوق المنجدين كان أساسي بحياة الناس بهيداك الوقت لأنو كل اللحف، كل المخدات، التخوت حتى الكراسي كلها كانت تتنجد وخصوصاً اللحف والمخدات. بس اللي عندو حساسية ما يقرب على هالسوق لأنو كانت الغبرة متل غيمة فوقو لهل سوق، لأنو لما يفكوا اللحاف كانوا يخبطوا بشلف حديد ولحتى يرجعوا يفرطوا عن بعض لأنو بيكون ملزق على بعضو الصوف. الكراسي والكنابيات كانت تتنجد كلياتها قبل ما يخترعوا السفنج الصناعي وكلن كانوا يجيبوا القطن من سوق حنحكي عنو بالمستقبل، سوق القطن.
هلأ بوج مبنى البريد الحالي بدكن تتصوروا وين في زاروبة ومرصف وهيدا كان هوي إسمو “سوق الرصيف”، شو هوي سوق الرصيف؟ كل واحد ما عندو محل، عندو شي يبيعوا، كان يروح لهونيك متل كأنو flea ماركت متل كأنو سوق برغوت، يروحوا يحطوا هالغراض كلياتها على الرصيف ويبيعوها فإذا شي واحد عم بدور على شغلة ما بيلاقيها بالمحلات يقولولو جرب بسوق الرصيف. لقدام شوية عاليمين قبل الجامع كان في قيسرية حنحكي عنها لما نكون عم نحكي عن سوق الصاغة وهونيك كان في حمام، حمام الزهارية، المشهور عن هالحمام بالذات إنو كان كتير مرتب، كان كتير مزخرف، كان الأقزاز تبعو ملون وكل حيطانو كانت فسيفساء ومعمرو واحد من بيت الزهار.
طبعاً هالأسواق والحمام كلياتو أزيلو بال 1914 بس خلينا نقرب شوية بالزمن ونرجع لمبنى البريد وسوق الرصيف إذا نحنا كنا بالستينات ونفوت من هالمدخل يعني عم نحكي حد الحمامات الرومانية تحت تلة السراي، كان في سوق من نوع آخر ومنو سوق للبيع وكانوا يبيعوا أغراض وكانوا يبيعوا كتابة يعني لي ما كان عندو دكتيلو كان يروح على هالسوق هيدا ويطبعولو يا. كانت كلها كراسي وطاولات بتنضب وكل واحد عندو مكنة طابعة، يلي كان بحاجة ليطبع وبالإضافة لهل شي كان في مصلحة تانية، يلي يكتبوا المكاتيب، كان في ناس أميين بهيداك الوقت فيروح لعندو وينصلو رسالة يكتبلو ياها الزلمي ليبعتها لعند إبنو مثلاً بألمانيا ولما تجي الرسالة كمان ياخدها ويروح لعندو ليقرالو ياها، يمكن فيها أسرار ما بدو باقي العيلة يعرفوا فيها.
وهيك اتطورت هالمنطقة وصار فيها مترجمين، صاروا يبيعوا طوابع أميرية وكتير من المراسلات التجارية بلشت بهل منطقة يعني لا شك تغير شارع المصارف.
لاقونا بحلقة جديدة لتعرفوا أكتر وأكتر شو في قصص مخباية عن بيروت.
ما كنا منقدر نخبر هالقصص لولا تعب عدد كبير من المؤرخين والباحثين. لولاهن كنا فقدنا تاريخ بيروت وتراثها. شكر خاص ل:
لويس شيخو – طه الولي – نينا جديجان – حسان حلاق – سهيل منيمنة – عبد اللطيف فاخوري – زياد عيتاني – جمعية تراث بيروت – صفحة يا بيروت