اشيا منحبها
طارق كوّى

تاريخ الحكواتي: من أجمل شخصيات بيروت القديمة

مين كان الحكواتي؟ وشو كان دوره بالحياة الاجتماعية أيام زمان؟ تذكروا معنا أجمل الشخصيات بقصة جديدة من سلسلة الذاكرة الجماعية مع الراوي طارق كوّى!

فيك تتصور انت عايش بعالم ما في حاكي مرئي؟ هيدا سميناه تلفاز ورجعنا سميناه تي في. هيك كانت بيروت بالقرن التاسع عشر وكل المدن اجمالا العربية كان عندها نفس الشغلة. كان عندهم مشكلة الترفيه والتسلية. وخصوصا بالليل. وين بدهن يروحوا؟

ما في غير القهوة. اذا كانت زيارات عائلية. زيارات عائلية بيحكوا مع بعض، ولكن القهوة كانت وسيلة الترفيه وبنفس الوقت كانت كتير مهمة للمجتمع. وخصوصا للولاد اللي عم يربوا ببيروت بهداك الوقت. عم بيسمعوا وبيشوفوا قصص وروايات وبالتالي عم بيتشربوا الثقافة تبعيت الوقت هيداك. وعم بيتشربوا العادات والتقاليد تبعيت المدينة يلي كانوا ساكنين فيها. مين كان عم ينقلهن هل حضارة؟ القهوة. وجوات القهوة القصاص. آه إيه. صار اسمه الحكواتي.

hakawati

بنسمع على أيام كلمة حكواتي كلياتنا منبتسم لأنه بالنسبة لإلنا هي شخصية طريفة موجودة بقهاوي. كانوا يحكوا فيها آباءنا وجدودنا. ولكن الحقيقة الحكواتي كانت مصلحة كتير مهمة بهداك الوقت. أول شي كان فيه نوعين حكواتي: كان فيه الحكواتي يلي بيمسك الكتاب على طول، طول النهار حامل الكتاب وداير.

هيدا يحط الكتاب ويقعد عالمسرح ويقرأ من الكتاب. عندك التاني يلي هو حافظ كل شي وحافظ أبيات وكان المستوى العلمي والثقافي تبعه أعلى. كان يقدر يوقف عالمسرح. كان يمثل القصة. كان يمسك عصايته وقت اللي يحكي عن عنتر ضرب بالسيف، يضرب بعصايته. يمسك بعصايته يضرب بالأرض وقت اللي يكون فيه صوت.

hakawati

هيدي كانت الفرق بالحكواتي كان عنده القدرة يخاطب الناس، يستقطب قلوب وعقول هالصغار كلياتهم بهيداك الوقت، وهيدا كان شي كتير مهم. والفرق بينهم كان يبين بالدفع. يعني الحكواتي أبو كتاب كان يقبض أربع بارات بالليلة. الحكواتي اللي كان مثقف وحافظ كل شي كان يوقف ويقبض على كل طاولة بارة على كل طلبية.

حكواتي الشاطر كان قادر يتقمص الشخصية، يتفاعل مع الناس، يغير صوته وقت اللي يكون عم بيحكي بلسان البطل، كان يقدر يمثل…كان يمسك الحضور وبالتالي كان يقدر بأوقات الحشرة تبعيت البطل يوقف القصة وهون المشاكل بلشت مع الحكواتية. يعني صارت مرة عم بيحكي عن عنتر انه عنتر لقطوه وربطوه بالجنازير وربطوه بشجرة…وقامت بقى القبضايات بالقهوة “باطل” وما خلو الحكواتي يرجع البيت إلا اللي يرجع لجوه ويكمل القصة ويفك كل الجنازير تبع عنتر. والخلاصة كلها انه كل القصص لازم يكون فيها بطولة وشهامة وفروسية والمظلوم دائما لازم يربح.

عندكن قصص أو أي تعليقات حابين تشاركونا اياها؟ بعتولنا بريد إلكتروني

collective-memory@beirut.com

للانضمام للمجموعة الواتساب يلي انطلق منها
هالمشروع ولمتابعة المزيد من قصص بيروت الحلوة

Join Group on WhatsApp

ما كنا منقدر نخبر هالقصص لولا تعب عدد كبير من المؤرخين والباحثين. لولاهن كنا فقدنا تاريخ بيروت وتراثها. شكر خاص ل:

لويس شيخو – طه الولي – نينا جديجان – حسان حلاق – سهيل منيمنة – عبد اللطيف فاخوري – زياد عيتاني – جمعية تراث بيروت – صفحة يا بيروت