مين كانوا قبضايات بيروت وكيف كانت القعدة بقهاويهن؟ رجعوا معنا على أجمل حقبة بتاريخ بيروت واستكشفوا تاريخ القهاوي بحلقة جديدة من سلسلة قصص الذاكرة الجماعية مع الراوي طارق كوّى!
القهوة يلي بيملكها القبضاي غير القهوة العادية يلي بيملكها شخص عادي. القعدة فيها غير، روادها غير، حيطانها مدهونة نظيفة. هلق، قهوة القبضاي بتلحق سياسة القبضاي…
مثلاً، قهاوي البسطة كلها كانت مع صائب سلام وبالتالي، مش بس كانوا قهاوي، كانوا مراكز انتخابية لصائب سلام…وصورة الزعيم دائماً موجودة على حيط القهوة. يعني مثلاً، قهوة ميشال صليبا بالمزرعة كانت تشتغل مع هنري فرعون ودائماً على طول مع فرعون كان نسيم مجدلاني وقهوة الجميزة كمان كانت لواحد قبضاي اسمه الأسطا باز وهيدي كانت محسوبة على بيار الجميل.
والقهوة يلي ما بيملكها قبضاي، تعتبر قهوة مع الواقف، بتجي الانتخابات، بيطلع صورة واحد جديد بيعلقوله صورته نجح بخلوله صورته، فشل…يشيلو الصورة. هيدي القهاوي، باقي السنة كانت شو اي حصان ربح؟ وشو التعليمة تبع يوم الاحد؟ ومين الجوكي؟ ومين بيعرفوه؟ يعني كانت قهاوي لسباقات ومراهنات كل السنة، وقهوة القبضايات ما كانت هيك.
الخدمة بقهاوي القبضايات كمان كانت غير وخصوصاً اذا جاي للقبضاي ضيف. الضيف بيكون واحد طالب خدمة او قبضاي من منطقة تانية جاي يعملو زيارة ويسأل عنه. هلق حسب القبضاي اللي جاي يزورو بقهوتو، الناس بتقوم بيعرفو هيدا صاحبو ولا ما صاحبو…اذا صاحبو تلت رباع القهوة بتقوم بتسلم عليه، بعدين ببييعدو شوي عنو بيخلوهن قاعدين لحالهن. الخدمة بتتغير كلياً، الفناجين تبعول الشاي الجداد بيجو، لما يتقدمو: فنجان فاضي، فنجان تاني فيه مي مغلية حتى قبل ما يسكبلو الشاي يفضي الميات المغلية ويحط الشايات يضللن سخنين. طبعاً البريق النحاس المرتب وصينية جديدة عم تلمع. والمنيو بهيداك الأيام كانت لوحة صغيرة من تبع المدارس مع طبشورة وقت اللي بيجي الضيف اللواح كلها بتختفي، بتتخبى.
هلا لنرجع للقبضايات: فيه واحد قبضاي مشهور كتير كان اسمو الياس الحلبي. والياس الحلبي هيدا كان غير باقي القبضايات. بيقولوا انو الياس الحلبي برقبته فيه أربعين واحد. بس هالأربعين واحد ولا واحد منهم آدمي، يا مجرم يا حرامي يا جاسوس يا بيعتدي على الناس…ف الياس الحلبي كانوا يعتبروه متل الفيجيلانتي تبع القبضايات، بينتقم…يعني آخذ القانون بإيده. هلق معروف عنه أنه كان شهم، كريم، كتير وسيم، طويل، أسمراني …مشهور بشواربه بوقف عليهم النسر.
هيدا مرة عرف بواحد كان عميل للجيش الفرنسي وعم ينقل أخبار الثوار من وين وين إجوا وين راحوا… لطاله بهيداك الوقت بالمزرعة جمع الناس حوله عملوا محاكمة بالطريق وأعدموا. قصة تانية كمان مرة كان سهران بقهوة صليبا بالمزرعة، بيطلع صوت الصريخ بيركض هو بيطلع على بيت من وين جاي الصريخ بلاقي واحد حرامي بده يسرق أهل البيت وهني فيه… بأرضه راح. فكان من القبضايات اللي تتناقل أخباره من واحد لواحد طبعا كلما انتقلت الخبرية شي يزيدها شوي، شي يملحها.
ولكن حتى بمماته صار معه حادث غريب وصاروا الناس يقولوا هيدا الحلبي خلصنا هو وعايش وخلصنا هو وميت. شو صار؟ في كتير ناس كانوا يحبوه للحلبي، لما مات كتير ناس راحوا على الجنازة ولما الجنازة مرقت حد قهوة كوكب الشرق بهيداك الوقت، كتير ناس كانوا بالقهوة وضهروا احتراما للجنازة.
وبهاللحظة انهدت البناية تبع كوكب الشرق وراح فيها 40 ضحية بهيداك الوقت فهالناس اللي ضهرت من الجنازة اعتبروا انه جنازته انقذتهم.
ومثل الحلبي كان فيه كتير قبضايات الناس لهلأ بتتداول قصصهن ما فينا ننكر انو كانوا جزء من الحياة تبعيت بيروت، جزء من الحلول للمشاكل، مرات يكونوا المشاكل بس الحلول كانت أكتر.
وحبيت أبعت ليستا لبعض القبضايات اللي كانوا موجودين ببيروت بهديك الأيام:
البسطة
ابراهيم زيدان، محي الدين جعنا، سليم الدنا، عباس بيضون، عبدالله و ابوعمر حميدة، ابو معروف دوغان ، ابو عدنان العيتاني، خليل و عثمان عبد العال، توفيق و سليم السروجي، ابو فيصل و سعدالدين شاتيلا، امين حجازي، امين السردوك، احمد صفصوف، ابو عفيف كريدية، محمد سميسمة، رشيد و فاروق شهاب الدين، ابو سعيد الجنّون
المصيطبة
عبدالله عدوان، خضر الفيل، ابو علي عيتور، محمد خضر العانوتي، صالح الظريف، جورج الازرق، ابو أحمد عيتور، رشيد قليلات، عبيدو الانكيدار (الشرقاوي)، عمر بواب، خليل عبدالعال، حسني خريرو (عيدو)، ابو عفيف بعدراني، حسين عيتور، ابو زهير الفيومي، عكيف السبع
راس النبع
سعد الدين قيسي، ابو خليل دندن
الطريق الجديدة
ابو معروف بكداش العدو، ابو راشد و راشد دوغان، جميل رواس، ابو طالب النعماني، عبد الرحمن الدنا، راشد حوري، صالح مكوك، عثمان الحلاق، سليم مدهون، جميل حشاش، الحاج سعيد حمد
المزرعة
ايليا دادا، ميشال صاغية، جرجي تادروس، طانيوس خالدي، كريم بيكي، نيقولا كرم، ميتري العقدة، حنا يزبك، نخلة مجدلاني (ابو السعد)، صليبا مجدلاني، الياس الحلبي، ميشال صليبا
الاشرفية
الحج نقولا مراد، بولس نخلة العربانية، شاكر والياس نكد، الاسطا باز
الحرش
نور العرب
ما كنا منقدر نخبر هالقصص لولا تعب عدد كبير من المؤرخين والباحثين. لولاهن كنا فقدنا تاريخ بيروت وتراثها. شكر خاص ل:
لويس شيخو – طه الولي – نينا جديجان – حسان حلاق – سهيل منيمنة – عبد اللطيف فاخوري – زياد عيتاني – جمعية تراث بيروت – صفحة يا بيروت