بكل شارع وبكل ضيعة بيوت بتحكي قصص وحكايات، شي حلو وشي مر، شي بضحك وشي ببكي، بكل زاوية في حب وفي خبرية، وفي حنية. اليوم رح نروح مشوار على شارع من شوارع بيروت العريقة، شارع السراسقة لنتعرف على قصة قصر سرسق وقصر الليدي كوكرن لي بشكلوا جزء أساسي من هوية بيروت التراثية.
صاحبة قصر كوكرن توفت على إثر انفجار بيروت من سنتين بسبب جروح أصيبت فيها وبسبب الحزن والحسرة على دمار بيروت والقصر يلي فنت عمرها في. الليدي كوكرن عاشت أكتر من ٩٠ سنة بهل قصر، عم تحرس حيطان هل قصر من كل شي، وعم تحمي من الحروب والدمار والقصف وقدرت تتحمل كل شي حتى إيام الحرب ما قبلت تطلع منو لحديت ما صار انفجار بيروت لي أصاب القصر بأضرار كبيرة فماتت حسرة على هل قصر.
عيلة سرسق وحدة من عيل بيروت السبعة الأول، ومن أهم العيل لي بنت بيروت وقصور بيروت من ميات السنين لورا ومن بين هل قصور قصر الليدي كوكرن لي تعمر سنة 1860 وقصر سرسق الأثري لي تعمر سنة 1912 وصاروا جزء من هوية بيروت.
انبنى قصر الليدي كوكرن على إيدين المهندسين الطليان من جزيرة سيسيليا وتميز بلمسة شرقية مع تأثير إيطالي راقي وعثماني بجزء منو، كل قطعة بهل قصر بتخبر حكاية، حتى البواب فيها زخرفات عظيمة بتشبه أبواب الأمرا والأباطرة بالقرون الوسطى.
أما قصر سرسق فانبنى على إيد السيد نقولا سرسق لي سكن في لفترة ورجع تحول هل قصر بإرادة عيلة سرسق لمتحف فني مفتوح للجميع، بيتألف من عدة طوابق ولوحات وقطع فنية نادرة وتحف أثرية بيحكوا ألف حكاية وحكاية.
بضم متحف سرسق مجموعة من اللوحات الفنية لأشهر الفنانين اللبنانيي والعالميي، ومجموعة من الأثار الفينيقيي واليونانيي ومعروضات العصور الإسلامية من مخطوطات وأسلحة ومصنوعات يدوية وغيرها.
أما قصر الليدي كوكرن، فهوي متحف عايش بحد ذاتو، مزين بالقطع الاُثرية النادرة لي بتعود للقرن السادس والسابع عشر. مش الكل بيعرف إنو بلبنان في هيك إرث حضاري وثقافي بيستاهل الزيارة ومن الجمل لي كانت ترددها الليدي كوكرن:”أنا بحب بيروت كتير، بس بيروت الحلوي عم شوفا عم تتغير، البيوت التراثية عم تتبدل ببيوت مش حلوي ما فيها حياة”.
صراحة بس تفوتوا على القصر الليدي كوكرن رح تنبهروا بكل شي، بتطلعوا لبرا وبتشوفوا الجنينة قدام القصر لي فيها بركة مي مطرح ما فيروز كانت تغني تراتيل الآلام والقيامة وينسمع صدا صوتها بكل شارع من شوارع بيروت. بهل جنينة كمان رح تلاقوا صالة مخصصة للأعراس والحفلات والعروض الفنية يلي بتعود أرباحها للحفاظ على بنية القصر لأن كلفة ترميمها عالية كتير.
بسبب انفجار بيروت، تضرر القصر كتير وأكتر شي بسبب رحيل رفيقة الدرب وحارسة القصر الليدي كوكري، بس رغم كل شي قررت عيلة سرسق ترجع تفتح هل قصر من جديد وترممو على رغم من إنو كلف الترميم حوالي ال6 ملايين دولار.
تعرضت الواجهة الأثرية لمتحف سرسق لأذى كبير من عصف الانفجار، لكنّ بجهود القيمين تم إعادة ترميممها. فإذا بتحبوا تتصوروا بمحل فريد من نوعو، فيكن تروحوا وتاخدوا أجمل الصور قدام باحة القصر المعروف “بمتحف سرسق”!
مش بس هيك، رح تلاقوا كافي زغير قدام القصر فيكن تقعدوا بقلبوا وتدوقوا أطيب المأكولات وتتفرجوا على القصر قدامكن-رح تحسوا حالكن قاعدين بساحة روما عم تاكلوا وتتأملوا القصور العظيمة.
على الأكيد إنو بيروت ما تعمرت بيومين وعلى الأكيد إنو قصر الليدي كوكرن ومتحف سرسق صاروا جزء من هوية بيروت التراثية والروحية والحضارية.
شوفوا كمان: بتعرفوا إنو في ضيعة تركية بقلب عكار؟ شوفوا معنا على هل قصة.